مشاكل من مجتمعنا (6) : السرقة و الرشوة و إستعمال الإدارة

لحمد لله الموصوف بالعزة و الكمال ، الذي لا تدركه الأبصار و هو واضع الآجال، و الصلاة و السلام على سيد الأنام و صفوة الخلق الكرام سيدنا محمد و على آله و صحبه الأعزة الأعلام ،

أما بعد،

موضوعنا اليوم أحبتي في الله هو التساهل في إستعمال ما ليس لنا حق فيه .؛ ساعات الإنسان تلقاه يصلي ، و يصوم و يزكي و يخاف ربي .. تلقاه يقرأ القرآن و تلقاه يعمل الخيرات و لكنه تلقاه سارق .. أي نعم سارق . تعرفش كيفاش ؟ أنا نقلك كيفاش !

وقت الإنسان يتهرب من المسؤولية متاعو و ما يخدمش خدمتو كيف ما يلزم يتسمى سارق. وقت اللي الموظف يخرج من المكتب متاعو باش يشرب قهوة و هو يعرف إنو يعطل في مصالح المواطنين فهو سارق .؛ وقت اللي السيد اللي يتسمى مدير يتحجب عل المواطنين و ما يقضيلهمش قضيتهم يتسمى سارق. لأنو الرسول عليه الصلاة و السلام قال و قوله الأشرف : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" فاللي ما يتقنش العمل متاعو و يبلفطو فهو سارق .. اللي يسكر على نفسو البيرو و ياخو يصلي النفل في وقت الخدمة فهو سارق لان أحب الناس إلى الله من كان أنفعهم للمسلمين.

برشا من الموظفين يتساهلو في إنو ياخذو ستيلو الإدارة و إلا أوراق الإدارة للطبعان و إلا هانا نشوفو في المسؤولين كيفاش ياخذو في كراهب الإدارة باش يدورو بيها و المازوط يصبو فيه باش يمشيو للعروسات و إلا يدورو في قضياتهم الشخصية و الكل يتقيد على ميزانية الدولة ..هاذم زادا يتسماو سراق ، لأنهم ماراعواش حدود الله في المسألة هاذي . لهنا نستحضر قصة صارت مع الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه و أرضاه و اللي يتسمى خامس الخلفاء الراشدين . سيدنا عمر بن عبد العزيز كان بعد ما يكمل يكلم الوزراء امتاعو و الكتاب و يهتم بمشاكل الدولة .. كان يطفي السراج (فتيلة الزيت) و يقعد يقرا في الظلام على ضو القمرة و إلا يقل لمرتو برا جيبلي الزيت من الدار و يعاود يشعل فتيلة أخرى .. عاد سألوه الجماعة : قالولو يا أمير المؤمنين أشنية الحكمة من إنك تطفي الفتيلة هاذي و تشعل وحدة أخرى ؟؟ أش جاوبهم الأمير ؟ باش نعرفو علاش الأمة الاسلامية في وقتو ماعادش فيها فقير ولا محروم! باش نفهمو علاش في وقتو الناس تجي تخرج زكاتها ماتلقاش لشكون ..باش يفهمو بعض ها المتخلفين متاعنا اليوم اللي قايمين الدنيا على كلمة خلافة أش معناها الخلافة الحقانية .. قاللهم : أما ذاك السراج فكان من مال المسلمين و إني إنتهيت من قضاء شؤونهم و صرت لقضاء شؤوني ، فكان لابد أن يكون سراجي الذي يضيء لي من مالي !!! الله أكبر ! أشنوه ها العدل هذا ! الله أكبر أشنوه ها التقوى هاذي ! ما يرضاش إنو ياكل الزيت متاع الأمة موش الفلوس لا .. حتى قطرة زيت لا !! و أحنا اليوم كل شيء ميسالش ، كل شيء عادي ، كل شيء مافيه شيء ...

نختم بحديث سيدنا عليه الصلاة و السلام اللي يقول فيه :" كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به "، و السحت هو المال الحرام و المال المأخوذ بلا تعب و بغير وجه حق .

نفعني الله و إياكم بأسرار كتابه و أجارني و إياكم من عذابه و أليم عقابه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .